كيفية تتجنب ثقل الساقين خلال موجات الحر الصيفية

دوالي الساقين هي حالة مرضية متفاقمة تصيب نسبة كبيرة من السكان على مستوى العالم. هذا ما خلصت إليه دراسة حديثة سلطت الضوء على أن ملايين الأشخاص حول العالم يعانون من هذا المرض المعرض للتطور الذي لم يتم تشخيصه تاريخياً في كثير من الأحيان. وإذا تُرك هذا المرض دون علاج، فقد يكون له تأثير سلبي دائم على جودة حياة الشخص، خاصةً خلال أشهر الصيف عندما تكون الساقان والأطراف الأخرى أكثر عرضة للتورم

ووفقًا لعلماء المناخ والأمين العام للأمم المتحدة، فإن موجات الجفاف وموجات الحر والتغير المناخي تسير من سيئ إلى أسوأ، محطمة الأرقام القياسية بتواتر ينذر بالخطر

ومع ازدياد تكرار موجات الحر هذه، فإن ذلك يمثل زيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالأمراض الوريدية المزمنة

يمكن أن يتأثر المرض الوريدي المزمن سلباً بالتغيرات المناخية الشديدة، والتي يمكن أن تسرّع من الطبيعة التنكسية لهذه الحالة. الوقاية هي المفتاح، ولهذا السبب - في هذه المقالة - سنستكشف كيف يمكن أن تؤثر الحرارة على القصور الوريدي وما يمكنك فعله لتجنب ثقل الساقين خلال موجات الحر الصيفية

الفهرس - الأرجل الثقيلة وموجات الحر: ما هو التأثير؟- لماذا تسوء حالة الدوالي في الصيف؟نصائح لتجنب ثقل الساقين أثناء موجات الحر في الصيف -

الأرجل الثقيلة وموجات الحر: ما هو التأثير؟

للطقس الحار تأثير مباشر على أجسامنا، حيث يتسبب في تمدد الأوعية الدموية، مما يؤدي بدوره إلى صعوبة في الصمامات الموجودة في الساقين للحفاظ على حركة الدم. وقد تبين في الدراسات، أنه عندما يتم تدفئة الجلد مباشرة، تبدأ أوعيتنا الدموية في الاتساع بالارتباط مع معدل ودرجة عملية التسخين. في الواقع، اكتشفت الأبحاث أنه عندما ترتفع الحرارة المحيطة بسرعة إلى 42 درجة مئوية، ثم يتم الاحتفاظ بها عند درجة الحرارة المضبوطة هذه، يصل تدفق الدم تحت جلدنا إلى أقصى درجاته

وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة التأثيرات الكاملة للحرارة على الأمراض الوريدية، إلا أن إحدى الدراسات التي أجريت في سيدني بأستراليا لاحظت أنه في الأيام الحارة كان هناك ارتفاع كبير في عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفى بحالات مرضية خطيرة بما في ذلك الأمراض الوريدية المزمنة وأمراض الجهاز التنفسي والجفاف وغيرها

ويرجع السبب في ذلك إلى التأثير غير المباشر الذي يمكن أن تحدثه الحرارة المفرطة في زيادة معدل التعرق وبالتالي فقدان الماء في الجسم، مما يؤدي إلى الجفاف، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض الوريدية المزمنة

- لماذا تسوء حالة الدوالي في الصيف؟

يميل فصل الصيف، مع ما يجلبه من موجات حارة محتملة، إلى أن يكون فصلاً معقداً بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الدوالي. والسبب في ذلك هو أنه خلال هذه الأشهر الأكثر حرارة في السنة، يكافح جهاز الدورة الدموية بشكل أكبر بكثير لمحاربة آثار ارتفاع درجات الحرارة

وتتم إحدى طرق مكافحة هذا التأثير من خلال عملية تُسمى توسع الأوردة، وهي إحدى ردود الفعل التلقائية للجسم والتي تتضمن توسيع قطر الأوردة نفسها، وذلك لزيادة تدفق الدم المحتمل تحت الجلد مباشرة، مما يسمح للدم الدافئ بالتبريد وبالتالي تقليل درجة حرارة الجسم. ومع ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الدوالي، يمكن أن يؤدي توسع الأوردة في الواقع إلى تفاقم الأعراض والحالة عن طريق زيادة حجم الدوالي التي تتضخم بعد ذلك وتتجمع بالمزيد من الدم

وهي فكرة مثيرة للقلق، بالنظر إلى الارتفاع الأخير في موجات الحر العالمية، بالإضافة إلى حقيقة أن 35% من الأشخاص في الولايات المتحدة وحدها يعانون من الدوالي، وفقاً لجمعية جراحة الأوعية الدموية. والأمر الأكثر إثارة للقلق، هو الاعتراف بأنه لا تورم وثقل الساقينيُعرف الكثير عن التأثيرات الكلية لموجات الحر على تهيج الدوالي، بخلاف زيادة الانزعاج مع

- نصائح لتجنب ثقل الساقين خلال موجات الحر الصيفية

هناك عاملان رئيسيان يجب أخذهما في الاعتبار للعناية بصحة الأوردة والساقين، خاصةً إذا كنت تعاني من أمراض وريدية مزمنة مثل الدوالي: الترطيب والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان

1. حافظ على ترطيب جسمك يمكن أن يكون للترطيب، أو بمعنى أدق الجفاف، كما رأينا، تأثير ضار على الدورة الدموية مما يؤدي إلى تفاقم الأمراض الوريدية القلبية الوعائية مثل الدوالي. يلعب الترطيب أيضًا دورًا حيويًا في الحفاظ على ضغط دم صحي. وعلى هذا النحو، يميل الجفاف إلى الارتباط بانخفاض أو ارتفاع ضغط الدم الناجم عن انخفاض أو زيادة كمية الدم التي يمكن أن تدور في الأوعية الدموية. ولذلك، ننصحك بحمل زجاجة ماء في جميع الأوقات لضمان شرب الماء بانتظام للوقاية من الجفاف

2. تجنب التعرض الطويل والمباشر للشمس. تؤثر الأيام المشمسة الحارة على أجسامنا لأنها تضطر إلى إجراء تعديلات مختلفة للتأكد من الحفاظ على درجة حرارتها الطبيعية. وكما رأينا، فإن توسع الأوعية الدموية هو أحد أهم التعديلات التي تقوم بها أجسامنا لتنظيم درجة الحرارة الأساسية والحفاظ عليها ثابتة خلال هذه الأيام الحارة. لذا، ولتجنب الآثار السلبية للشمس، يُنصح بالبقاء في

   الظل خاصةً خلال الساعات المشمسة الحارة بين الساعة 12 ظهراً و4 عصراً. وإذا أمكن، ننصحك أيضاً بارتداء ملابس تحمي بشرتك من أشعة الشمس وقبعة إذا أمكن

مع تزايد موجات الحر في بيئتنا الحالية، من المهم أن نبدأ في أقرب وقت ممكن بتغيير أنماط الحياة الموصى بها لمكافحة تفاقم الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي يساعد على الدورة الدموية، وممارسة التمارين الرياضية في العمل لتجنب ثقل الساقين والسفر بأمان مع الدوالي دون الشعور بآثار الارتفاع أو تغيرات الطقس

يعد المرض الوريدي المزمن من الأمراض المغرضه للتطور ويمكن أن يُحدث تغييرات مهمة في نوعية حياة من يعانون منه، لذلك من الضروري استشارة الطبيب والتحدث عن الأدوية المنشطة للأوردة